سعيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن من قال لا أقدر ... قلت له ... حاول /. من قال لا أعرف ... قلت له ... تعلم / من قال مستحيل ... قلت له ... جرب


    الوجيز في ذكر المجاز والمجيز

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 127
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009

    الوجيز في ذكر المجاز والمجيز Empty الوجيز في ذكر المجاز والمجيز

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 09, 2009 8:04 am



    ‏ لكني لم أسلك طريقه وتحقيقه بل طريقة أخرى استوفيت فيها

    المعنى بلفظ هو بطلبه هذا الوقت أليق وإلى أفهامهم أقرب وطلب التسهيل وترك التطويل في مثل هذا أملح وأصوب‏‏.‏

    ‏ وقد اختلق القائلون بصحة الإجازة أسماء يلجؤون إليها عن أتم معرفة بالتعويل عليها عند الرواية وكيفية اللفظ الذي يرتضيه أرباب الدراية وأجود ذلك عندي الرواية ولدى التأمل أثبته وأبينه أن يقول المحدث في الرواية عمن شاهده وشافهه‏‏:‏‏ أنبأني وفيمن كاتبه ولم يشاهده‏‏:‏‏ كتب إلي وفيما سمعه‏‏:‏‏ أخبرنا وحدثنا وسمعت ليعلم بذلك مسموعه من مجازه وتحقيقه من مجازه وأن يقول فيما سمعه من لفظ شيخه وحده‏‏:‏‏ حدثني وفي الذي سمعه منه كذلك لفظا مع غيره‏‏:‏‏ حدثنا وفيما سمعه عليه وحده بقراءته‏‏:‏‏ أخبرني وفي الذي سمعه ومعه واحدا فصاعدا‏‏:‏‏ أخبرنا سواء قرأ هو أو غيره ليتبين على ما قررناه من الجواز المسموع من المستجاز‏‏.‏

    ‏ وإن اختار أحد في المجاز له والتحديث به غير ما اخترته وعينت عليه وذهب إلى ضد ما ذهبت أنا إليه فقد فسح له لكن يكون بلفظ مشعر بالإجازة وعبارة معبرة عنها غير مغيرة للمرسوم فيها قديما من طائفة استحقوا بالحفظ والمعرفة تقديما وقضية عرية عن التدليس خلية من التلبيس ولفظ غير مشبه للفظ السماع مؤذن بالابتداع لا الاتباع كما الصواب يقتضيه ومن يراه من الحفاظ يرتضيه‏‏.‏

    ‏ والذي اخترته أنا من قول الراوي بالإجازة كتب إلي فلان هو اختيار البخاري في صحيحه يقول‏‏:‏‏ كتب إلي محمد بن بشار بندار وكذلك يقول ابن أبي حاتم الرازي في تواليفه وغيرهما ممن كان قبلهما أو بعدهما من الحفاظ الثقات ورواة الحديث الأثبات‏‏.‏

    ‏ وكان أبو عمرو الأوزاعي إمام الشام يقول‏‏:‏‏ كتب إلي قتادة‏‏.‏

    ‏ وسمعت أبا علي البرداني الحافظ ببغداد يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا القاسم واصل بن حمزة البخاري يقول‏‏:‏‏ قدم علينا من لفظه وحفظه يقول‏‏:‏‏ دخلت على الشيخ أبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الخطيب بنسف فسألته الإجازة فقال لي‏‏:‏‏ سمعت الخليل بن أحمد السجستاني يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا طاهر الدباس يقول‏‏:‏‏ معنى قول الشيخ أجزت لك أي أجزت لك أن تكذب علي ثم قال لي جعفر بن محمد‏‏:‏‏ ولكن جعلت سماعاتي كلها كتبا مني إليك لتقول‏‏:‏‏ كتب إلي جعفر بن محمد أن فلان بن فلان حدثنا قال‏‏:‏‏ حدثنا فلان‏‏.‏

    ‏ وفي المتقدمين من كان يتوقف في الإجازة وكذلك في المتأخرين ومن جملتهم‏‏:‏‏ أبو نصر السجزي ثم قال أخيرا بصحتها وهو أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد بن علوية بن سهل بن عيسى بن طلحة الحافظ الوائلي من بكر بن وائل‏‏.‏

    ‏ أخبرنا بنسبته هذه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك بن محمد المقرىء السحاذي بقزوين أنبا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري المقرىء بمكة أنبا أبو نصر عبيد الله فذكره على الوجه الذي ذكرته‏‏.‏

    ‏ وقد روى لي عنه إسماعيل بن الحسن العلوي بإصبهان وعبد الباقي بن عبد اللطيف الهاشمي بمكة وأبو محمد بن السراج ببغداد وحكى لي الشريف ابو شاكر العثماني بمكة عنه حكايات علقتها من حفظه لا من كتاب وقد قرأت على الشيخ أبي محمد بن السراج عنه كثيرا بالإجازة‏‏.‏

    ‏ وقد كان أجاز له مشافهة بعد أن سمع عليه فوائد وحين وصلت إلى دمشق وقفت على أحاديث كتبها إلى أبي القاسم الحنائي والد شيخنا أبي طاهر وأخيه وأذن لهما في روايتها عنه وقال‏‏:‏‏ الأجازة عندي غير مرضية وقد جعلت هذه كتابا مني إليكما فارويا عني هذا أو معناه‏‏.‏

    ‏ والفصل على الوجه الذي ذكر عندي قرأته على أبي طاهر عن والده أبي القاسم عن كتابه إليه فعجبت غاية العجب من إجازته لشيخنا أبي محمد ببن السراج وإجابته إليها وامتناعه من ذلك في حق ابني الحنائي مع جلالتهما إلى أن أخرج إلي أبو محمد بن الأكفاني بدمشق أيضا كتابا بخط عبد العزيز بن ثعلبة السعدي الأندلسي وكان من أهل العلم ثقة وفي أوله أجاز لي الشيخ الحافظ أو نصر الوائلي حدثنا به عنه أبو الفضل الحكاك‏‏.‏

    ‏ ووقفت أيضا على جزء رواه أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرائيني بدمشق عنه بالإجازة وأبوالفرج كذلك ثقة فصحت عندي إجازة ابن السراج وزادت درجته وبانت لدي ثقته رحمه الله تعالى‏‏.‏

    ‏ وإن أبا نصر أدى اجتهاده في القديم إلى تركها والإمتناع عنها وفي آخر عمره إلى الأخذ بها والإجابة عنها اقتداء بأكثر من قبله من الحفاظ المتقنين رحمة الله عليهم أجمعين‏‏.‏

    ‏ وقد سمعت أبا الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني ببغداد يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا الفضل جعفر بن يحيى القميميم يقول‏‏:‏‏ كان أبو نصر السجزي الحافظ يقول‏‏:‏‏ المناولة بمنزلة السماع‏‏.‏

    ‏ وجعفر هذا ثقة حافظ ويعرف بمكة بابن الحكاك قدم إصبهان وكتب عنه أقراني ولم أره أنا والله تعالى المسؤول في التوفيق وسلوك سبيل التحقيق‏‏.‏

    ‏ وقد اختلف العلماء الذين قالوا بصحة الإجازة متى تصح وفي حق من تتصور فقاس منهم قوم ذلك على السماع وخالفهم آخرون وأكثرهم على أن العربي يصح سماعه إذا بلغ أربع سنين واحتجوا بحديث محمود بن الربيع وأنه عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في فيه من بئر في دارهم‏‏.‏

    ‏ وأن العجمي بلغ ست سنين‏‏.‏

    ‏ وقد سمعت أبا محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني المعدل بدمشق يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني الحافظ يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر

    المري يقول‏‏:‏‏ سمعت أبا سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي الحافظ يقول‏‏:‏‏ سمعت الحسن بن حبيب يقول‏‏:‏‏ سمعت الربيع بن سليمان يقول‏‏:‏‏ كنت عند الشافعي وقد أتاه رجل يطلب منه الإجازة لابنه فقال‏‏:‏‏ كم لابنك فقال‏‏:‏‏ ست سنين فقال‏‏:‏‏ لا تجوز الإجازة لمثله حتى يتم له سبع سنين قال ابن زبر‏‏:‏‏ وهو مذهبي في الإجازة‏‏.‏

    ‏ والذي أذهب أنا إليه وعليه أدركت الحفاظ من مشايخي سفرا وحضرا اتباعا لمذهب شيوخهم في ذلك أن الإجازة تصح لمن يجاز له صغيرا كان أو كبيرا فهي فائدة إليه عائدة كالحبس عليه وآلهبة له فلا يحكم بفساد ذلك ويقال‏‏:‏‏ إنما يصح الحبس وآلهبة لمن عمره سبع سنينس‏‏.‏

    ‏ والغرض الأقصى من الإجازة الرواية‏‏.‏

    ‏ والصغير لا تتصور في حقه بخلاف الكبير فالكبير يسمع في بلد ويروي في آخر عقيب السماع‏‏.‏

    ‏ والصغير إنما يؤخذ له من شيوخ الوقت حتى إذا بلغ مبلغ الرواة روى ما يصح لديه من حديثهم كما يحبس عليه في صغره من دار وعقار ولا يتصور له التصرف في شيء من ذلك فإذا بلغ الحلم وهو رشيد سلم المحبس إليه فيتصرف فيه من غير اعتراض في اختياره وإيثاره ولأبي بكر الخطيب الحافظ البغدادي في هذا جزء لطيف سمعناه على أبي محمد السمرقندي ببغداد وعلى أبي بكر الشبلي بديار مصر يذكر فيه إجازة المعدوم ويورد فيه من أقوال الفقهاء الشافعية والحنفية والحنابلة ما يدل على صحتها فكيف للمولود الموجود وهو الصحيح الذي يقتضيه القياس وعليه درج الناس وأئمة الحديث في القديم والحديث ورأوه صحيحا وأنه التحقيق والله تعالى ولي التوفيق‏‏.‏

    ‏ فابدأ الآن بشيوخ بغداد مدينة السلام جعلها تعالى أبدا دارا للإسلام ثم بعدهم بغيرهم وأورد عن كل من ظفرت بروايته ووقع إليّ حديثه واحدا طلبا للاختصار واحترازا من الإكثار إلا عمن في الزيادة على ما ذكره زيادة فائدة إلى العارفين عائدة لعلو الإسناد الواقع من الحفاظ الأمجاد أحسن موقع ويتذاكرون به في كل مجمع وموضع‏‏.‏

    ‏ فأولهم‏‏:‏‏ الإمام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي‏ شيخ الحنابلة بها ورئيسهم‏‏.‏

    ‏ قدم إصبهان رسولا من قبل الخليفة إلى السلطان وأنا إذ ذاك صغير وشاهدته يوم دخوله إلى البلد ووصوله‏‏.‏

    ‏ وكان يوما مشهودا كالعيد بل أبلغ في المزيد‏‏.‏

    ‏ وأنزل بباب القصر محلتنا في دار السلطان كان من الديالم وانتقل إلى سلطان الوقت بعد انقراض دولتهم‏‏.‏

    ‏ دار عالية وبقربها نهر جار قد صار برسم الرسل‏‏.‏

    ‏ وحضرت في الجامع الجورجيري الذي بالقرب من باب القصر محلتنا مجلسه بنفسي لا بمحضر من الكبار بل متفرجا كعادة الصغار ثم بعد سنين لما ترعرعت وتصديت للسماع وكتب الحديث على رغبة تامة وعزيمة مستدامة قال لي الإمام أبو الحسن أحمد بن معمر العبدي وكان من الثقات الأثبات مرضي الطرائق والصفات‏‏:‏‏ قد استجزته لك في جملة من كتبت اسمه من صبياننا في الاستجازة فتفضل وكتب خطه بالإجازة فطالبته بها مرة بعد أخرى وثانية عقب أولى ولم يتسهل له إخراجها ورحلت أنا إلى بغداد سنة ثلاث وتسعين وأربعب مئة للقاء مسندي شيوخها والكتاب عنهم ولم يتفق لي الرجوع إلى البلد وأجريت ذكر هذا المجلس يوما ببغداد وكان أبو البركات بن السقطي الحافظ حاضرا فقال‏‏:‏‏ أنا كنت القارىء عليه في يوم الجمعة بعد الصلاة على منبر الجامع الصغير لكثرة الخلق‏‏.‏


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 3:38 pm