[باب: الطِّيَرَة.
حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا يونس، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة). [ر: ]. [ش أخرجه مسلم في السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم: . (طيرة) تشاؤم بالطير، فقد كان أحدهم إذا كان له أمر: فرأى طيراً طار يمنة استبشر واستمر بأمره، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع. وتطلق على التشاؤم مطلقاً. (والشؤم في ثلاث) في رواية للبخاري ومسلم: (إن كان الشؤم في شيء..) وهي تبين المراد من الحديث، وقد تقدمت]. حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طيرة، وخيرها الفأل). قالوا: وما الفأل؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم). []. [ش أخرجه مسلم في السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم: . (خيرها الفأل) أي خير الطيرة على زعمهم أن لها أثراً أن يتفاءل، أي يتوقع الخير في الأمور].
باب: الفأل.
حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طيرة، وخيرها الفأل). قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم). [ر: ]. حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة). [].
باب: لا هَامَةَ، ولا صَفَرَ. حدثنا محمد بن الحكم: حدثنا النضر: أخبرنا إسرائيل: أخبرنا أبو حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر). [ر: ].
باب: الكهانة.
حدثنا سعيد بن عُفَير: حدثنا الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر، فأصاب بطنها وهي حامل، فقتلت ولدها الذي في بطنها، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى: أنَّ دية ما في بطنها غُرَّةٌ، عبد أو أمة، فقال وَلِيُّ المرأة التي غرمت: كيف أغرم، يا رسول الله، من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلَّ، فمثل ذلك بطل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهَّان). [ش أخرجه مسلم في القسامة، باب: دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ..، رقم: . (غرة) هو في الأصل بياض الوجه، عبر به عن الجسم الذي يدفع دية عن الجنين إذا سقط ميتاً، إطلاقاً للجزء على الكل. (أمة) مملوكة. (استهل) صاح عند الولادة. (بطل) من البطلان، وفي رواية (يطل) يهدر ولا يطالب بديته. (هذا) إشارة إلى ولي المرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذلي رضي الله عنه. (إخوان الكهان) أي لمشابهته لهم في كلامهم الذي يزينونه بسجعهم فيردون به الحق ويقرون الباطل والكهان جمع كاهن من الكهانة، وهي ادعاء علم الغيب والإخبار عما سيقع]. () حدثنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن امرأتين رمت إحداهما الأخرى بحجر، فطرحت جنينها، فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغُرَّة، عبد أو وليدة. وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يُقتل في بطن أمه بغُرَّة، عبد أو وليدة، فقال الذي قُضيَ عليه: كيف أغرم من لا أكل ولا شرب، ولا نطق ولا استهلَّ، ومثل ذلك بطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهَّان). [، ، ، ]. [ش (وليدة) أمة، وهي المرأة المملوكة]. حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عُيَينة، عن الزُهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي مسعود قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن. [ر: ]. حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهَّان، فقال: (ليس بشيء). فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحياناً بشيء فيكون حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيُقرُّها في أذن وليِّه، فيخلطون معها مائة كذبة). قال علي: قال عبد الرزاق: مرسل: (الكلمة من الحق). ثم بلغني أنه أسنده بعده. [، ، وانظر: ]. [ش (عن الكهان) أي قولهم وهل يصدقون في هذا. (ليس بشيء) يعتمد عليه، لأنه لا أصل له. (حقاً) واقعاً وثابتاً. (تخطفها) من الخطف، وهو الأخذ بسرعة. (الجني) واحد الجن، وهم خلق من خلق الله تعالى مكلفون كالإنس، وإن اختلفوا عنهم في صفاتهم. (فيقرها) يصبها. (وليه) أي الكاهن الذي يواليه. (مرسل) أي هذا القدر من الحديث كان يرسله عبد الرزاق، والمرسل هو ما لم يذكر فيه الصحابي].
باب: السحر.
وقول الله تعالى: {ولكنَّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرِّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرُّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لَمَنِ اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} /البقرة: /. وقوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} /طه:/. وقوله: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} /الأنبياء:/. وقوله: {يُخيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى} /طه:/. وقوله: {ومن شرِّ النَّفَّاثات في العقد} /الفلق:/: والنَّفَّاثات: السواحر. {تُسْحَرون} /المؤمنون: /: تُعَمَّوْن. [ش (السحر) هو أمر خارق للعادة، صادر عن نفس شريرة، لا يتعذر معارضته. وهو ثابت محقق لدى جمهور العلماء دلت عليه نصوص من الكتاب كالتي أتى بها البخاري ونصوص من السنة ستأتي عن قريب، وحوادث وقعت. قال في الفتح: قال النووي: والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة. اهـ . وله تأثير في الخارج، ولا استحالة في العقل أن يخرق الله تعالى العادة عند النطق بكلام ملفق أو تركيب أجسام ونحوه، على وجه لا يعرفه أحد. وقد يكون أحياناً خداعاً وتخيلات لا حقيقة لها، يصرف المشعوذ بها الأبصار عما يتعاطاه بخفة يده، موهماً قلب الحقائق. والعمل بالسحر كبيرة بإجماع المسلمين، وقد يكون كفراً إن كان فيه ما يقتضي الكفر، كإهانة القرآن ونحوه، وكذلك تعلمه وتعليمه. وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عزر متعاطيه واستتيب منه، فإن تاب قبلت توبته عند الشافعية، وقال أحمد ومالك رحمهما الله تعالى: الساحر كافر، ولا يستتاب ولا تقبل توبته، بل يتحتم قتله بالخنجر. وذكر العيني أنه قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى، قال في الفتح: وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأحد الأمرين: إما لتمييز ما فيه كفر من غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه. وكل ما سبق مشروط أن لا يكون في تعلمه ما يكفر أو يخل بالاعتقاد. (وما أنزل على الملكين) الأصح أنهما ملكان أنزلهما الله تعالى امتحاناً للناس، وكان عملهما امتثالاً لأمر الله عز وجل. (ببابل) مدينة كانت في العراق. (فتنة) اختبار وامتحان وابتلاء. (فلا تكفر) فلا تتعلم ما يكون به كفر أو يكون سبب الكفر. (بإذن الله) بعلمه وقضائه وتكوينه، أي فهو قادر على منع الضرر لو أراد. (اشتراه) اختار السحر وتعلمه، على اتباع شرع الله تعالى وامتثال أمره واجتناب نهيه. (خلاق) حظ ونصيب من رحمة الله تعالى ورضوانه. (لا يفلح) لا يفوز ببغيته بفعله ما فعله من السحر، مهما سلك من الطرق ونوع الأساليب. (أفتأتون السحر..) هو حكاية لقول الكفرة الذين استبعدوا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال قائلهم منكراً على من اتبعه: أتتبعونه، حتى تصيروا كمن اتبع السحرة، وهو يعلم أن ما يأتون به سحر؟. (يخيل) وهذا دليل على أن بعض أنواع السحر خداع وتخييل. (تسعى) تتحرك وتضطرب. (النفاثات) اللواتي ينفخن مع ريق أثناء صنعهن للسحر. (العقد) التي يصنعنها بالخيوط ونحوها. (تسحرون) تخدعون وتصرفون عن الحقيقة]. حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زُرَيق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: (يا عائشة، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نخلة ذَكَر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: (يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله، فكرهت أن أثَوِّرَ على الناس فيه شراً). فأمر بها فدُفنت. تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد، عن هشام. وقال الليث وابن عُيَينة، عن هشام: (في مُشط ومُشاقة). يقال: المُشاطة: ما يخرج من الشعر إذا مشط، والمُشاقة: من مُشاقة الكَتَّان. [ر: ] [ش (أن أثور) وفي بعض النسخ (أن أثير)].
حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا يونس، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة). [ر: ]. [ش أخرجه مسلم في السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم: . (طيرة) تشاؤم بالطير، فقد كان أحدهم إذا كان له أمر: فرأى طيراً طار يمنة استبشر واستمر بأمره، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع. وتطلق على التشاؤم مطلقاً. (والشؤم في ثلاث) في رواية للبخاري ومسلم: (إن كان الشؤم في شيء..) وهي تبين المراد من الحديث، وقد تقدمت]. حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طيرة، وخيرها الفأل). قالوا: وما الفأل؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم). []. [ش أخرجه مسلم في السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، رقم: . (خيرها الفأل) أي خير الطيرة على زعمهم أن لها أثراً أن يتفاءل، أي يتوقع الخير في الأمور].
باب: الفأل.
حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طيرة، وخيرها الفأل). قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم). [ر: ]. حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة). [].
باب: لا هَامَةَ، ولا صَفَرَ. حدثنا محمد بن الحكم: حدثنا النضر: أخبرنا إسرائيل: أخبرنا أبو حَصِين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر). [ر: ].
باب: الكهانة.
حدثنا سعيد بن عُفَير: حدثنا الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في امرأتين من هذيل اقتتلتا، فرمت إحداهما الأخرى بحجر، فأصاب بطنها وهي حامل، فقتلت ولدها الذي في بطنها، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى: أنَّ دية ما في بطنها غُرَّةٌ، عبد أو أمة، فقال وَلِيُّ المرأة التي غرمت: كيف أغرم، يا رسول الله، من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلَّ، فمثل ذلك بطل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهَّان). [ش أخرجه مسلم في القسامة، باب: دية الجنين ووجوب الدية في قتل الخطأ..، رقم: . (غرة) هو في الأصل بياض الوجه، عبر به عن الجسم الذي يدفع دية عن الجنين إذا سقط ميتاً، إطلاقاً للجزء على الكل. (أمة) مملوكة. (استهل) صاح عند الولادة. (بطل) من البطلان، وفي رواية (يطل) يهدر ولا يطالب بديته. (هذا) إشارة إلى ولي المرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذلي رضي الله عنه. (إخوان الكهان) أي لمشابهته لهم في كلامهم الذي يزينونه بسجعهم فيردون به الحق ويقرون الباطل والكهان جمع كاهن من الكهانة، وهي ادعاء علم الغيب والإخبار عما سيقع]. () حدثنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن امرأتين رمت إحداهما الأخرى بحجر، فطرحت جنينها، فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغُرَّة، عبد أو وليدة. وعن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين يُقتل في بطن أمه بغُرَّة، عبد أو وليدة، فقال الذي قُضيَ عليه: كيف أغرم من لا أكل ولا شرب، ولا نطق ولا استهلَّ، ومثل ذلك بطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهَّان). [، ، ، ]. [ش (وليدة) أمة، وهي المرأة المملوكة]. حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عُيَينة، عن الزُهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي مسعود قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن. [ر: ]. حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهَّان، فقال: (ليس بشيء). فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحياناً بشيء فيكون حقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيُقرُّها في أذن وليِّه، فيخلطون معها مائة كذبة). قال علي: قال عبد الرزاق: مرسل: (الكلمة من الحق). ثم بلغني أنه أسنده بعده. [، ، وانظر: ]. [ش (عن الكهان) أي قولهم وهل يصدقون في هذا. (ليس بشيء) يعتمد عليه، لأنه لا أصل له. (حقاً) واقعاً وثابتاً. (تخطفها) من الخطف، وهو الأخذ بسرعة. (الجني) واحد الجن، وهم خلق من خلق الله تعالى مكلفون كالإنس، وإن اختلفوا عنهم في صفاتهم. (فيقرها) يصبها. (وليه) أي الكاهن الذي يواليه. (مرسل) أي هذا القدر من الحديث كان يرسله عبد الرزاق، والمرسل هو ما لم يذكر فيه الصحابي].
باب: السحر.
وقول الله تعالى: {ولكنَّ الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرِّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرُّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لَمَنِ اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} /البقرة: /. وقوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} /طه:/. وقوله: {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} /الأنبياء:/. وقوله: {يُخيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى} /طه:/. وقوله: {ومن شرِّ النَّفَّاثات في العقد} /الفلق:/: والنَّفَّاثات: السواحر. {تُسْحَرون} /المؤمنون: /: تُعَمَّوْن. [ش (السحر) هو أمر خارق للعادة، صادر عن نفس شريرة، لا يتعذر معارضته. وهو ثابت محقق لدى جمهور العلماء دلت عليه نصوص من الكتاب كالتي أتى بها البخاري ونصوص من السنة ستأتي عن قريب، وحوادث وقعت. قال في الفتح: قال النووي: والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة. اهـ . وله تأثير في الخارج، ولا استحالة في العقل أن يخرق الله تعالى العادة عند النطق بكلام ملفق أو تركيب أجسام ونحوه، على وجه لا يعرفه أحد. وقد يكون أحياناً خداعاً وتخيلات لا حقيقة لها، يصرف المشعوذ بها الأبصار عما يتعاطاه بخفة يده، موهماً قلب الحقائق. والعمل بالسحر كبيرة بإجماع المسلمين، وقد يكون كفراً إن كان فيه ما يقتضي الكفر، كإهانة القرآن ونحوه، وكذلك تعلمه وتعليمه. وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عزر متعاطيه واستتيب منه، فإن تاب قبلت توبته عند الشافعية، وقال أحمد ومالك رحمهما الله تعالى: الساحر كافر، ولا يستتاب ولا تقبل توبته، بل يتحتم قتله بالخنجر. وذكر العيني أنه قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى، قال في الفتح: وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأحد الأمرين: إما لتمييز ما فيه كفر من غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه. وكل ما سبق مشروط أن لا يكون في تعلمه ما يكفر أو يخل بالاعتقاد. (وما أنزل على الملكين) الأصح أنهما ملكان أنزلهما الله تعالى امتحاناً للناس، وكان عملهما امتثالاً لأمر الله عز وجل. (ببابل) مدينة كانت في العراق. (فتنة) اختبار وامتحان وابتلاء. (فلا تكفر) فلا تتعلم ما يكون به كفر أو يكون سبب الكفر. (بإذن الله) بعلمه وقضائه وتكوينه، أي فهو قادر على منع الضرر لو أراد. (اشتراه) اختار السحر وتعلمه، على اتباع شرع الله تعالى وامتثال أمره واجتناب نهيه. (خلاق) حظ ونصيب من رحمة الله تعالى ورضوانه. (لا يفلح) لا يفوز ببغيته بفعله ما فعله من السحر، مهما سلك من الطرق ونوع الأساليب. (أفتأتون السحر..) هو حكاية لقول الكفرة الذين استبعدوا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال قائلهم منكراً على من اتبعه: أتتبعونه، حتى تصيروا كمن اتبع السحرة، وهو يعلم أن ما يأتون به سحر؟. (يخيل) وهذا دليل على أن بعض أنواع السحر خداع وتخييل. (تسعى) تتحرك وتضطرب. (النفاثات) اللواتي ينفخن مع ريق أثناء صنعهن للسحر. (العقد) التي يصنعنها بالخيوط ونحوها. (تسحرون) تخدعون وتصرفون عن الحقيقة]. حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زُرَيق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: (يا عائشة، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نخلة ذَكَر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: (يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله، فكرهت أن أثَوِّرَ على الناس فيه شراً). فأمر بها فدُفنت. تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد، عن هشام. وقال الليث وابن عُيَينة، عن هشام: (في مُشط ومُشاقة). يقال: المُشاطة: ما يخرج من الشعر إذا مشط، والمُشاقة: من مُشاقة الكَتَّان. [ر: ] [ش (أن أثور) وفي بعض النسخ (أن أثير)].